تمتاز ولاية صحار بموقعها على ساحل البحر وامتداد شواطئها وكثرة مزارعها ووفرة أشجارها والمواقع الأثرية والسياحية الطبيعية، إضافة إلى عدد من الحدائق والمنتزهات العامة التي أصبحت منتجها طبيعيا، ومن أبرز المعالم الأثرية بالولاية قلعتها الشماء التي تعتبر واحدة من أهم قلاع وحصون منطقة الباطنة.
وفي العهد الزاهر الذي تعيشه عمان في طل باني نهضتها الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله ويرعاه فإن قلعة صحار التاريخية نالت كثيرا من الإهتمام حيث رممت فأعيد إليها بهاؤها ورونقها، وفي مطلع عام 1993م حولت القلعة إلى متحف يحكي قصة صحار العريقة ويجمع بين جنباته صورا توضح ملامح البطولات التي سطرها العمانيون في غابر الأزمان، حيث يضم هذا المتحف بين جنباته معروضات شاهدة على قدم الحضارة في صحار وهي تشكل في حد ذاتها تعريفا حقيقيا بالحضارة العمانية الضاربة في أعماق التاريخ.
ومن الحدائق الجملية التي تم إنشاؤها في صحار حديقة اليوبيل الفضي التي تقع في الجزء الجنوبي من وادي صلان، ويوجد في الحديقة عدد من المظلات والمسطحات الخضراء التي تملأ جوانب الحديقة وشيدت جسور للتنقل بين أطراف الحديقة بالإضافة إلى وجود عدد من الألعاب التي تشغل فراغ الأطفال وكذلك ممرات بطول (3) كيلو مترات لراغبي التنزه حول البحيرة المائية.
وتعتبر حديقة صحار العامة من أقدم الحدائق بالولاية حيث تم تنسيق الحدائق فيها بأساليب هندسية جميلة وتم تزويدها بالنافورات، بالإضافة إلى بعض الألعاب التي تناسب أعمار الأطفال المختلفة.
أما منتزه مجيس فيعتبر أحد المنتزهات الطبيعية في ولاية صحار ويقع شرق منطقة صحار الصناعية ويمكن الوصول إليه من دوار المنطقة الصناعية، وهو من المناطق السياحية الجميلة التي يقبل عليها السياح، وتمت زراعة رماله بأشجار جوز الهند التي تشكل نسقا جماليا يضفي على المكان رونقا بديعا مما جعله مزارا سياحيا.
وتمتاز مدينة صحار بوجود الطريق البحري (الكورنيش) والذي يمتد بطول 3 كيلومترات يبدأ جنوبا من أمام جامع السلطان قابوس وقلعة صحار وينتهي شمالا بخور كشمير، ويعتبر الطريق البحري بصحار من المواقع السياحية المميزة في الولاية حيث لا يجد الزائر لهذه المدينة بدا من المرور عبر الطريق البحري للإستمتاع والتمتع بمنظر البحر وهدوء المكان.
وتزخر ولاية صحار بالكثير من الأودية الجبلية التي تتميز بغزارة المياه العذبة حيث يجد الزائر مقيلا رائعا بين أحضان الطبيعة ويستمتع بخرير المياه المتدفقة ومن أهم الأودية: وادي الجزي ووادي حيبي ووادي الحلتي ووادي الصلاحي ووادي عاهن.
ويوجد في الولاية عدد من الفنادق والإستراحات الفندقية أولهما فندق شاطئ صحار ويقع في صلان بجانب حديقة اليوبيل الفضي، وعلى مقربة منه وبالتحديد في منطقة الغشبة يوجد فندق الوادي ويتميز كل منهما بوجود عدد من الأجنحة والغرف والشاليهات، وحمامات للسباحة وصالات للرياضة ومطاعم ومقاه بالإضافة إلى فندق الواحة الخضراء الذي يقع غرب مستشفى صحار وتسعى ذلك الفنادق إلى تقديم خدماتها المتنوعة للسياح وزوار مدينة صحار، بالإضافة إلى بعض الإستراحات والشقق المفروشة، كما تضم الولاية عددا من المطاعم الحديثة وكذلك المطاعم الشعبية التي يقع إحداها في منطقة العوهي على الشارع العام المؤدي إلى فلج القبائل، والآخر يقع بمركز الولاية في سوق الحرفيين.
وأخيرا فإن المتتبع للحركة السياحية بولاية صحار يشعر بأنها في تنام مستمر فهناك تزايد في إقامة عدد من الإستراحات السياحية بالإضافة إلى أن هناك استعداد خاصاً لفصل الصيف الذي بدأ رويدا رويدا، وكل مانتمناه بأن يكون هناك تخطيط لاستثمار المواقع السياحية التي تمتاز بها ولاية صحار، فحسب بعض المصادر بأن متحف قلعة صحار يزوره مايقارب بين ألف وألف وخمسمائة زائر في الشهر الواحد وهو عدد جيد إلى حد ما، وخاصة إذا ماعلمنا بأن هناك الكثير من الوفود السياحية تزور هذا المتحف.
جريدة عمان - 3/7/2002م
No comments:
Post a Comment